Our Space

حكاية فايز الدويري في زمن الحرب

الانحياز للمظلوم لا يبرر تضليلهم… حين يصبح التحليل العسكري مسرحًا للشعبوية

فايز الدويري… لواء أردني متقاعد، من بداية الحرب على غزة يخرج بشكل شبه يومي عبر قناة الجزيرة وأذرعها الرقمية ، كمحلل عسكري يحلل مجريات الحرب، وهنا يكمن الخلاف حوله.
هل هو محلل عسكري رصين علمي أكاديمي محايد وتقني فعلا؟ ام أنه شعبوي يلبس ثوب المحلل العسكري على طريقة ما يطلبه الجمهور ؟!
يرى البعض أن الدويري خلال النشرة الاخبارية، بدلا من شرح ملابسات الواقع فإنه يحكي قصة فيها بطل خارق اسمه المقاومة، وخصم جبان خاسر اسمه اسرائيل.
ولا يخفى على من يدقق ويبحث بعمق، تنماقضات الدويري وشعبويته، فعلى او الجزيرة يشدي بأداء المقاومة غير المسبوق، ويصفه بالاعجاز العسكري، ويؤكد مرارا ان اسراائيل هزمت بهذه الحرب، والنتصرت المقاومة في غزة نصرا يجب أن يدرس في الاكاديمات العسكرية المرموقة، اما في الجلسات العبيدة عن التلفزة، او على قنوات اخرى غير الجزيرة، يقولها بوضوح، لا يمكن لحماس ان تهزم اسرائيل، وغزة محيت عن الارض، وعسكريا لا يمكن اسنادها، وان المقاومة مجرد شباب صادقون متحمسون وغير مرتبون على الصعيد العسكري.
أداء الدويري هنا مثال واضح على الشعبوية ، حيث تسمع المشاهد ما يود سماعه وما يتمناه، مما يساعدهم على تنفيس غضبهم.
حيث يقدم رواية حاسمة فيها بطل، خاين، ومعجزة وشعب وشعب ينتصر حتى وهو يموت تحت القصف وومن تأثير الجوع والمرض، حيث وصل عدد الضحايا الى 50 الف، جلهم من المدنيين، وملايين النازحين، ناهيك عن المفقودين والجرحى، لكن الدويري أكد في أكثر من طلة تلفزيونية أن هؤلاء الضحايا أثمان بخسة أمام “تحرير فلسطين” وأمام “حب الوطن”..
وفي مثال على الشعبوية وعمومية الرواية وعدم دقتها يقول الدويري عن ما يدعي انه النصر الذي حققته المقاومة: ما فعله الفلسطينيون في غزة… سابقة لم تحدث في تاريخ الحروب!”
سابقة بأي معيار، استنادا على اي نظرية عسكرية او استراتيجية؟ مقارنةً بأي حرب؟
هل هل يقال هذا الكلام انطلاقة من دراسة كل الحروب؟ كل حروب التاريخ، ام المنطقة ام اسرائيل؟ هل تم اختيار حروب رئيسية مشابهة بالظرف والاطراف المتصارعة وقارنت بينها؟

قد تحتاج الروح الشعبية العامة الى تحليل متفائل بطولي مكلل بالنصر، الى شخص يحكي ذات لغتهم الغاضبة، يداعب عواطفهم ولا ينور عقولهم بالحقائق المؤلمة والمزعجة، ولا شك انه كاريزميته واسلوبه المسرحي، عوامل لعبت دورا كبيرا في جماهريته،وهنا يأتي السؤال الكبير،محلل عسكري،أليس من الغريب أن يحظى بهذه لجماهيرية؟
فهو ليس نجما تلفزيوني نجح برنامجه التفاعلي، ولا ممثل نجح مسلسلة الرمضاني ولا مغن كسرت اغنيته حاجز النصف مليار مشاهدة على يوتيوب !
قد تكون شعبوية الدويري ناتجة عن عاطفة ما تجاه القضية الفلسطينية لكن المشكلة ليست بالتعاطف أو الموقف الأخلاقي ، المشكلة بالمنهج ، فالانحياز للمظلومين لا يعني تضليلهم، حتى ان كثيرا من الغزاويين، أطلقوا هاشتاق ضلل يا دويري على وزن الجملة الشهيرة حلل يا دويري

للمزيد، شاهدوا الحلقة.

Related Articles

en_USEnglish