مساحتنا

السابع من أكتوبر… هل يستحق الاحتفال

القارئ الكريم بداية استميحك عذرا ان تقرأ المقال بعقلك وليس بقلبك…
وأن لا تحكم على الكتاب من عنوانه بل تصفحه جيدا ثم احكم..
تحل بنا هذه الأيام الذكرى الأولى هجوم السابع من أكتوبر الهجوم الذي نفذته حماس على المستوطنات الاسرائيليه في غلاف غزه.
وقبل ان نجيب على السؤال الذي هو عنوان المقال (السابع من أكتوبر هل يستحق الاحتفال) يجب علينا مراجعه آثار السابع من أكتوبر على غزة والضفة الغربيه والشرق الأوسط بشكل عام.
وساقتصر في هذا المقال على آثار السابع من أكتوبر على قطاع غزه لان مناقشة اثاره على المنطقه يحتاج مقالات متعدده تستوفي الموضوع حقه.
في تقارير محايدة ولمنظمات دوليه اسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر إلى استشهاد ٤٢ ألف فلسطيني منهم ١٦ ألف طفل و١١ ألف امرأة..
كما أدت الغارات الاسرائيليه لاصابة ما يقارب ١٠٠ ألف فلسطيني اصابة كثير منهم خطيرة تغير مجرى حياتهم من بتر بالاطراف او شلل او إصابات في النخاع الشوكي اواعاقة دائمه.
٢٥ ألف طفل غزاوي بات يتيما من أحد الأبوين اوكلاهما بل تم محو عائلات كامله من الوجود..
تم تدمير ١٥٠ ألف وحدة سكنيه كليا و٢٠٠ ألف وحدة سكنيه بشكل جزئي
و٨٠ ألف وحدة سكنيه لا تصلح للسكن.
اخرج ٣٤ مستشفى و٨٠ مركز صحي عن الخدمه.
تم تدمير ٦١١ مسجد و٣ كنائس.
٧٥٪ من المنشآت العامه من مدارس ومستشفيات ومساجد وحدائق تم تدميرها.
تم تهجير ما يزيد على مليون فلسطيني من شمال القطاع الى وسطه ثم إلى جنوبه…
هذا جزء من النكبة الفلسطينيه الجديده بعد السابع من أكتوبر والواقع اشد الما ومصابا.
في المقابل تم قتل ما يزيد على الف و٥٠٠ إسرائيلي واسر ٢٥٠ اسرائيليا تم قتل بعضهم وتبادل بعضهم مع سجناء فلسطينيين وتبق عدد لايزيد عن ١٣٠ اسير إسرائيلي ترفض إسرائيل الاستجابة لشروط حماس للافراج عنهم.
إن المقاربة العقليه والمنطقيه بعيدا عن الشعارات الزائفه والعدمية السياسيه تقول انها معركة خاسرة ونكبة جديده.
وأن القيادة السياسيه لحماس لو كانت تعلم أن ردة الفعل الاسرائيليه ستكون بهذة الطريقه لفكرت مليون مرة قبل خوض هذه المغامره العسكريه السياسيه في ظل تفوق اسرائيلي عسكري كاسح وتحالف دولي داعم لإسرائيل وضعف عربي واضح..
حتى في باب السياسة الشرعيه فإن في خوض مثل هذه المغامره وفي ظل خلل واضح في ميزان القوى هو إلقاء بالنفس إلى التهلكه فعندما خرجت قريش ومعها قبائل العرب لحرب المسلمين في غزوة الخندق عرض النبي صلى الله عليه وسلم ثلث ثمار المدينة على غطفان ليرجعوا عن حربهم للمسلمين حفاظا على حياة اهل المدينه وقد رمتهم العرب عن قوس واحدة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
بل ان القواعد الشرعيه تعطي دم المسلم حرمة اشد من الكعبة المقدسه بيت الله الحرام..
فليس هناك غطاء شرعي لمثل هذا الفعل الذي يؤدي لقتل عشرات الالاف وتشريد الملايين من المسلمين لمجرد ان ان قلة قليلة رأت ان تبادر بالهجوم على عدو متمكن مسلح متفوق دون النظر إلى العواقب المترتبة على هذا الفعل.
لا يغرنكم منظر تلفزيوني او محلل عسكري يصنع الأوهام ثم يغادر الاستوديو لينام بين أهله واولادة آمنا مطمئنا وأهل غزة يفقدون كل يوم أولادهم وزوجاتهم واطفالهم وبيوتهم.
أخيرا نقر ان المقاومة للشعوب المحتله هو حق شرعي كفلته القوانين الدوليه
لكن القيادة السياسيه الواعية المدركة للظروف الدوليه والتوازانات السياسيه وتغير الظروف هي من تقدر حجم هذه المقاومة وطريقتها.
بعد هذا الاستعراض المطول هل تستطيع الإجابة معي…
هل السابع من أكتوبر يستحق الاحتفال.؟؟

د. خالد بني عطية

يمثل هذا المقال آراء الكاتب ولا يعكس بالضرورة الموقف التحريري لمنصة شيزوميديا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
arArabic