مساحتنا

أغنية “صحاك الشوق” .. صحت الذوق !!

"الجماهير تغيّرت، والزمن لم يعد زمن الكلمة واللحن". لكن المفاجأة كانت أن الجمهورَ كان ينتظرُ الصَّدى لا الصَّخب.

صحّاك الشوق أيقظت حنين الجماهير

ها هو المشهدُ الفنِّي يُغيّر وجهته فجأةً. لم تكن معركةَ أرقامٍ، بل كانت معركةَ معنى. ثلاثةُ أعمالٍ غنائيةٍ كفيلةٌ أن تعيد تعريفَ الذائقة، وتُسقط كلَّ ادعاءاتٍ ظلّت تتردّد لسنوات. فضل شاكر لم يأتِ ليلعبَ وفق قواعد السوق، بل جاء ليصنعَ قواعدَ جديدةً من لونٍ آخر.

لطالما قيل لنا: “الجماهير تغيّرت، والزمن لم يعد زمن الكلمة واللحن”. لكن المفاجأة كانت أن الجمهورَ كان ينتظرُ الصَّدى لا الصَّخب. كان يبحثُ عن شيءٍ يلمسُ الروح، لا مجردَ رقمٍ يتراكم في قاعدة البيانات. ها هي الأغنية الأصيلة تعودُ لتثبتَ أنها قادرةٌ على اختراق الضوضاء، ووصلِ القلب مباشرةً، دون استئذان.

ما حدث لم يكن نجاحًا عابرًا أو “ترندًا” يزول، بل كان إعادةَ تشغيلٍ للمشهد الفنِّي بأكمله. إنها الصحوةُ التي طالما انتظرها من كانوا يعتقدون أن الفنَّ الحقيقيَّ قد غُيّبَ إلى الأبد. الآن، الساحةُ الفنيةُ لم تعد ملكًا لمن يملؤونها كلماتٍ فارغةٍ وألحانًا مُتكررة. أصبحت من جديدٍ ساحةَ تنافسٍ على الجودة، لا على عدد المشاهدات.

لقد سقطت كلُّ الحسابات، وانهارت كلُّ التوقعات. من كانوا يفتخرون بملايين الاستماعات وجدوا أنفسهم أمام حقيقةٍ واحدة: الجمهورُ يمتلكُ وعيًا، والوعيُ لا يُخدع. الفنُّ ليس رقمًا يُضغط عليه، بل هو شعورٌ يبقى.

والآن، مع إعلان فضل شاكر عن عشرين عملًا جديدًا مع بنش مارك السعودية، فإن الرسالةَ أصبحت واضحةً أكثر من أي وقتٍ مضى: العودةُ إلى الأصالة ليست خيارًا، بل هي المصيرُ الوحيدُ للفنِّ الحقيقي. فمن أراد البقاء، فليُحسنِ الإصغاء أولاً. ومن لم يستطع، فليفسحَ الطريقَ لمن يستحقُّ الوقوفَ على المساحة.

حمودة مكاوي

مقالات ذات صلة

arArabic